بسملة القرآن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسملة القرآن

دين ودنيا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفاتحة أعظم سورة في القرآن (ج4)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إلياس
مشرف
إلياس


المساهمات : 113
تاريخ التسجيل : 01/05/2008
العمر : 37

الفاتحة أعظم سورة في القرآن (ج4) Empty
مُساهمةموضوع: الفاتحة أعظم سورة في القرآن (ج4)   الفاتحة أعظم سورة في القرآن (ج4) Emptyالثلاثاء 6 مايو 2008 - 7:39

من فوائد الآيات والأحاديث:
1- الترغيب في سلوك سبيل المؤمنين، والترهيب من سلوك اليهود المغضوب عليهم لكفرهم وإفسادهم وقد تركوا العمل، ومن النصارى الضالين الذين فقدوا العلم، أما المؤمنون فقد جمعوا العلم مع العمل .
2- التحذيـر من تحريف النصوص الشرعية للخروج بها عن مراد الشارع كما فعلت اليهود. لقد أمر الله اليهود أن يقولوا (حطة) فقالوا (حنطة) تحريفاً، وأخبرنا الله أنه (استوى) على العرش، فقال المتأولون: (استولى) فانظر ما أشبه لامهم التي زادوها بنون اليهود التي زادوها: (في حطة: فقالوا حنطة) .
3- لقد تجرأ بعض المفسرين كالصابوني في (صفوة التفاسير) والقاضي أحمد كنعان في كتابه (قرة العينين على تفسير الجلالين) فقد قالا عند تفسير قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾. فقالا: وفي الحديث: ( يسجد لله كل مؤمن ومؤمنة)، الحديث رواه البخاري، فقد بترا أول الحديث:
(يكشف ربنا عن ساقه): ولم يلتزما نص الحديث: (فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة)، لأن الفاء للعطف، و (له) يعود على الله. ولما سألت الصابوني عن سبب بتره لأول الحديث: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ( يكشف ربنا عن ساقه ....) الحديث، أجاب بقوله: كل المفسرين أولوا الآية. ثم قال: الذي أريده من الحديث أخذته .
أ- وهذا خطأ كبير إذ أن المفسرين جُلهم لم يتأولوا الآية: كالطبري وابن كثير، وذكروا الحديث بتمامه، حتى قال العلامة صديق حسن خان، والشوكاني أيضاً عند تفسير ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ الآية: "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" ويقصدان الحديث الذي فسر الآية، وهو خير مفسر لكلام الله تعالى، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شئ، ثم ذكرا قول الشاعر:

دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر

ب- أما قوله: أخذت من الحديث ما أريده، لا يجوز لمفسر أن يقوله، لأنه غير معني الآية التي تثبت الساق لله تعالى على ما يليق به، فظهر من حذفه لأول الحديث لئلا يثبت الساق، ولأنه لو ذكره لبطل مراده وهو التأويل، وهذا نوع من التحريف والتبديل والتلاعب بالنصوص الذي حذرت منه الآيات السابقة، وسيأتي تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم لمثل هذا العمل الذي وقعت فيه اليهود والنصارى .
ج- وقد فسر الصابوني آية ﴿وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾: أي تدعوهم الشدة إلى السجود لله، وخالف تفسير الطبري الذي اختصره حينما قال الطبري: "ويدعوهم الكشف عن الساق إلى السجود لله".

4- ومن هذا التحريف ما سمعته من أحد الخطباء يوم الجمعة حيث قال: جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يرد له بصره، فرد له بصره، ولما انتهى لحقته، وقلت له: هذا الذي ذكرته نص الحديث ؟
إنَّ نص الحديث يقول: جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسـول الله أدع الله أن يعافيني، فقال: (إن شئت صبرت، وإن شئت دعوت)، فقال: بل أدعه، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو ...
فقال لي: الذي أريده من الحديث أخذته، فقلت: هذا تدليس، لأنه أوهم الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي رد بصره، بينما الحديث ينص على أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له حينما طلب منه الأعمى الدعاء، وهي معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم، فرد الله له بصره، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك رد البصر ولا غيره .

5- هذا التحريف الذي ذكره ابن القيم في تبديل النصوص، وهذا البتر لأول الأحاديث الذي غير المعنى هو من عمل أهل الكتاب، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أمته سيقعون فيه، فقال محذراً: (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قالوا: اليهود والنصارى ؟ قال: فمن؟) – أي: فمن غيرهم- .

معنى آمين:
ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها: آمين، ومعناه: اللهم استجب، والصحيح: أنه يستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة، ويتأكد في حق المصلي سواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً وفي جميع أحوال الصلاة .

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمّن الإمام فأمنّوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه) .

2- ولمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الآخر غفر له ما تقدم من ذنبه) .

3- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُعطيت "آمين" في الصلاة وعند الدعاء لم يُعط أحد قبلي إلا أن يكون موسى، كان موسى يدعو وهارون يؤمن فاختموا الدعاء بـ "آمين" فإن الله يستجيبه لكم) .

4- ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الآية الكريمة وهي قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ فذكر الدعاء عن موسى وحده ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمن فنزل منزلة من الدعاء، لقوله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَ﴾ فدل ذلك على أن من أمّن على دعاء فكأنما قاله: فلهذا قال من قال: إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزل قراءتها، فدل هذا المنزع أيضاً على أن المأموم لا قراءة عليه في الجهرية، والله أعلم .

5- قلت: وهذا هو الحق الموافق لما جاء في القرآن: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ فالإستماع والإنصات أمر من الله تعالى حتى نُرحم، فإذا استمعنا وأنصتنا تفرغ القلب للفهم، وإذا فهمنا مراده تعالى، عملنا بمقتضاه، فيرحمنا الله جزء ما عملنا بما فهمنا .
أما إذا قرأ الإمام جهراً ونحن قرأنا معه فلا نستطيع في آن واحد فهم ما نقرأ وفهم ما نسمع، وإذا لم يحصل الفهم لا يحصل العمل، وإذا لم يحصل العمل فلا نُرحم. وكذلك فانه موافق لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( إنما جُعِل الإمام ليؤتم به فإذا كبر، فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا ...) الحديث. هذا في الصلاة الجهرية أما في الصلاة السرية فتجب قراءة الفاتحة وراء الإمام وهاهنا يأتي دور الحديث:
( لا صلاة لمن لام يقرأ بفاتحة الكتاب) . والله تعالى أعلم .

خلاصة تفسير الفاتحة:
قد اشتملت هذه السورة الكريمة على حمد الله، وتمجيده، والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العلى وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدين وعلى إرشاد عباده إلى سؤاله والتضرع إليه، والتبرؤ من حولهم وقوتهم إلى إخلاص العبادة له وتوحيده، توحيد الألوهية تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل .

والى سؤالهم إياه الهداية إلى الصراط المستقيم وهو الدين القويم وتثبيتهم عليه حتى يقضي لهم بذلك إلى جواز الصراط الحسي يوم القيامة، المفضي إلى جنات النعيم في جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، وعلى الترهيب والتحذير من مسالك الباطل لئلا يُحشروا مع سالكيها يوم القيامة وهم المغضوب عليهم والضالون .

وما أحسن ما جاء في إسناد الإنعام إليه سبحانه في قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: غير ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ﴾ .

مفهوم الهداية والإضلال:
1- لا شك ولا ريب أن الهداية والإضلال من الله تعالى، ولكن ليس هناك من شئ إلا وله سبب، فلما كان العناد والكفر حاصلين من قبل المشركين والكفار بعد بيان الحجة وقيامها عليهم .. كان من المناسب أن يعاقبهم الله على عنادهم وكفرهم من جنس العمل، فعاقبهم بأن مدهم في الضلال كما في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾، ﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ فكان جزءً وفاقاً.

2- أما المؤمنون فإنه لما أصغوا إلى الحق وأخلصوا النية بالفهم والتعقل وآمنوا كان من المناسب أن يكافئهم من جنس العمل فيسر لهم طريق الهداية ومدهم بزيادة من الفهم والعقل والإيمان، كما في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾. فكان ذلك جزاءً وفاقاً .

3- ومما هو معلوم أن الهداية والإضلال من الله خلق، فهو الذي هدى المؤمنين بسبب استجابتهم للإيمان، وأضل الكافرين بسبب عنادهم وإعراضهم، فكان كما قلنا جزاءً وفاقاً، وهذا هو الذي رمى إليه المؤلف (ابن كثير) رحمه الله بقوله: (لا كما تقول الفرقة القدرية ومن حذا حذوهم أن العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلونه) أي الضلال، والهدى، لأن الهادي والمُضل هو الله تعالى، ولكن العباد يهيئون الأسباب وهذه الأسباب هي التفهم والعمل من المؤمنين، والعناد والإعراض من الكافرين، وهذه أفعال اختيارية محضة والاختيار عليه مدار الثواب والعقاب، أما الهداية نفسها، والإضلال نفسه، فمهما قطعاً من الله تعالى ولو أن الهداية من نفس المؤمن ومختار فيها لما طلبها منه تعالى بقوله: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾، وقوله: ﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَ﴾

والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب .

قراءة الفاتحة في الصلاة:
عن أبي هريرة رضي الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، خداج، خداج: غير تمام) .
فقيل لأبي هريرة: إنَّا نكون وراء الإمام؟ فقال: أقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾، قال: الله أثنى عليّ عبدي. فإذا قال: ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، قال الله: مجدني عبدي. فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: أهدنا ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾، قال الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل).

قال ابن كثير بعد هذا الحديث: بين تفصيل هذه القسمة في قراءة الفاتحة، فدل على عظم القراءة في الصلاة، وأنها من أكبر أركانها، إذا أُطلقت الصلاة وأريد بها جزء واحد وهو القراءة .

هل تجب قراءة الفاتحة على المقتدي:
اختلف العلماء في القراءة للمصلي خلف الإمام على أقوال:
1- يجب على المقتدي قراءتها، كما تجب على إمامه: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) .

2- لا يجب على المقتدي قراءتها سواء في الصلاة الجهرية أو السرية: لحديث: ( من كان له إمام فقراءة الإمام لـه قراءة) ولكن في إسناده ضعف كما قال ابن كثير في تفسيره.
أقول: إذا كان الحديث ضعيفاً فلا يجوز العمل به، ولا تصح الصلاة بدون قراءة الفاتحة .

3- يجب على المقتدي قراءة الفاتحة في السرية، ولا يقرأ في الجهرية: لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فانصتو). وهو قول قديم للشافعي، ورواية عن الإمام أحمد .

4- يجب على المقتدي قراءة الفاتحة في سكتات الإمام، وهو قول طائفة من الصحابة والتابعين ممن بعدهم، وهو قول للشافعي في الجديد: "وسكتات الإمام: تكون عند آخر الآية، وفي آخر سورة الفاتحة، وفي آخر القراءة" قال بعض السلف في قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ .
قال: الإنصات يوم الأضحى، ويوم الفطر، ويوم الجمعة (وقت الخطبة) وفيما يجهر به الإمام في الصلاة، وهذا اختيار ابن جرير: أن المراد من ذلك الإنصات في الصلاة الجهرية وفي الخطبة: كما جاء في الأحاديث من الأمر بالإنصات خلف الإمام، وحال الخطبة.

أقول: إذا كان المقتدي لا يسمع قراءة الإمام في الجهرية لبعده عنه، وعدم وجود مكبر للصوت، فعليه قراءة الفاتحة.

أخطاء شائعة في قراءة الفاتحة:

أولاً: قراءة القرآن على الأموات: ولا سيما سورة الفاتحة:
1- لأن القرآن أنزله الله للأحياء ليعملوا به، لا للأموات، قال الله تعالى عن القرآن: ﴿لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّ﴾، وفي الحديث: قال (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) .
2- ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ فقال: أي كما لا يحمل عليه وزر غيره، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه.
ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي رحمه الله أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها للموتى، لأنه ليس من عملهم، ولا كسبهم، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته، ولا حثهم عليها، ولا أرشدهم إليه بنص، ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
وباب القربات يُقتصر فيه على النصوص، لا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء.
فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع على وصولهما، ومنصوص من الشارع عليها .

3- وسمعت امرأة سورة الفاتحة من الإذاعة فقالت: أنا لا أحبها، لأنها تذكرني بأخي الميت، وقد قرئت عليه "لأن الإنسان يكره الموت وما يلوذ به" .

4- لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أنهم قرأوا الفاتحة، أو غيرها على الأموات، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عند فراغه من دفن الميت: (استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت فانه الآن يسأل) .

5- لم يُعلم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته أن يقرأوا الفاتحة عند دخول المقبرة، بل علمهم أن يقولوا: ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية) . –أي العذاب- فهذا الحديث يُعلمنا أن ندعو للأموات بالعافية من العذاب، لا أن ندعوهم أو نستعين بهم .

6- لقد أنزل الله القرآن ليقرأ على من يُمكنهم العمل من الأحياء، أما الأموات فلا يستطيعون العمل به: قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾. أي: إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه، أما الكفار فهم موتى القلوب، فشبههم بأموات الأجساد .

ثانياً: قراءة الفاتحة للنبي صلى الله عليه وسلم:
ليس عليها دليل من القرآن أو السنة، ولم يفعلها الصحابة، والدليل جاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
1- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً﴾. في هذه الآية يأمرنا الله تعالى أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لا أن نقرأ له الفاتحة، أو ندعوه لتفريج الهموم.

2- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشر).

3- وقال صلى الله عليه وسلم: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم .....) والتوسل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروع عند الدعاء، لأنه من العمل الصالح فنقول مثلاً: اللهم بصلاتي على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم فرج عني كربتي وصلى الله على محمد وآله وسلم .

ثالثاً: قراءة الفاتحة عند عقد النكاح:
1- ليس عليها دليل من القرآن والسنة، وإنما هي من عادات الناس، ولا سيما إذا اعتقدوا أن عقد النكاح يتم بقراءتها، علماً بأن العقد لا يتم إلا بالصيغة الشرعية: وهو قول ولي الزوجة للزوج أو وكيله: (زوجتك ابنتي على مهر قدره كذا، فيجيب الزوج أو وكيله: قبلت تزويجك على ما ذكرت من المهر) .
2- السنة في عقد النكاح أن يقرأ العاقد خطبة الحاجة، وقد بدأ بها النبي خطبه، وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدأوا بها خطبهم، وهذا نصها: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبً﴾﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً﴾.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) .

الخلاصـة: إنَّ قراءة الفاتحة للأموات، والى روح النبي صلى الله عليه وسلم، وعند عقد النكاح، وغيرها من البدع التي لا دليل عليها من الدين، وفي الحديث: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وقال ابن عمر رضين الله عنهما: كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس أنها حسنة .
وقال غضيف من السلف: لا تظهر بدعة إلا تُرك مثلها سنة .

وهذه البدع أماتت سُنن: وهي:
1- الدعاء للميت بالتثبيت، والاستغفار له، لأن الملائكة تسأله في قبره: من ربك ؟ ما دينك؟ من نبيك؟ .
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: (قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة: وصلاة الملائكة: دعاء) .
3- قراءة خطبة الحاجه (وتقدمت من قبل) والقول للزوج: بارك الله لكما، وجمع بينكما بخير.


http://www.quranway.net/index.aspx
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.ferkous.com
 
الفاتحة أعظم سورة في القرآن (ج4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسملة القرآن  :: إسلامنا :: القرآن الكريم-
انتقل الى: