قالوا عنك يا إلياس...فما تقول عنهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قالوا عنّي وقالوا عنّي و قالوا عنّي... كذبوا عليّ وكذبوا عليّ وكذبوا...ألا يحقّ لي أن أدافع عن نفسي؟... ألا يحقّ لي أن أردّ عليهم؟:

مقدمة:

ويتبعني طرف إذا ما رأيته***ظننت بأنّي لست كالغير إنسانا

فإمّا أنا أصبته في فؤاده***وإمّا لشيء فيّ أمساه حيرانا

فيحمرّ خدّه ويخفض رأسه***ولا يستطيع أن يبارح خجلانا

و أعجب من قوم ولا أدر ما بهم***يغارون من شخصي رجالا ونسوانا

تراهم أناسا كالملاك فعالهم***فما بالهم قد أصبحوا الآن شيطانا

حزنت عليهم و الدموع تهاطلت***دعوت لهم ربّي وقد طرت إيمانا

وإلياس قالوا عنك إنّك جاهل***وفي الودّ أنت صار حسّك غيلانا

فقلت لهم بعد التبسّم إنّكم*** ذكرتم خبيرا في المشاعر فنّانا

فلو كان قيس ابن الملوّح عندنا*** لقال كفاك إنّني ذقت نيرانا

ولو أنّ ليلى كانت اليوم هاهنا***لقالت سباك الله عشقك أغوانا

الرد المفحم:

تفاخر فأنت اليوم حقّ لك الفخر***فأنت الغنى كلّ الغنى وهم الفقرُ

تهاب الرّجال في المجالس ذكرك***فأنت الوفاء بينهم وهم الغدر

تعاليت عنهم بالخصال فهم لك***غثاء وأنت السيل جاء بك القطر

بأنف زجاج في سماءك شامخ***على أسس شيّدت لله قد خرّوا

غفيف شجاع لا تخون حليلها***إذا ما الوداد في فؤادك يجمرّ

وعنها تغضّ الطرف حتّى يوارها***جدار لها من شدّة الوجد يحمرّ

وتحسدك الرجال جهلا وغيرة***وتحسدك النّساء قد نفذ الصبر

وتحسدك العوام حتى صغيرها***ومهما شكرت الله لا يُدرك الشُكر

ومهما يقول الحاسدون فما لهم***سوى أكل لحم طعمه نكرّ مرّ

أكاذيبهم ظنّوا سترفع قدرهم***محال فأنت زمزم وهم البحر

أفي الله شكّ يا ضعاف نفوسكم***فما للحصى فعل إذا ما أتى النّهر

ولن تستطيعوا لي جميعكم الأذى***لأنّ الأذى يمح الخطيئة لا الجهر

تجازون إحسانا بشوك وعلقم***ومن كنّ حبّا عندكم فهو الشرّ

تذلون لـالذّي يريد هلاككم***فسبحان ربّي هل أحاطكم الخمر؟

وأفضل منّي إن تركتم عنادكم***فلست رسولا قد أطال به الدهر

وما ليس عندي عندكم فتشجّعوا***أنا ذات يوم كنت بينكم الصفر