الفرق بين حُبّ المحبين وحُبّ الفاسقين

بسم الله الرحمن الرحيم

صدت العيون وصادت العين التي ** غضّت ومنها قلت آه مقلتي
يوما مررت و يا لها من صدفة ** ألقى أمامي طيّبات المنبتِ
دقّا خفيفا من يديها دقّت الـ ** باب التي فتحت بآخر دقّتٍ
دخلت بدين قد أنار طريقها ** وحياءها تخطو به وبحشمةٍ
سبحان ربّي خاطبتني عينها ** قالت سلام الله قلت تحيّتي
فتناغمت يكسو العفاف فؤادها ** أخلاقها تبدو كأحسن خلقةٍ
غضّت وكانت مثل زيدا عينها ** فغضضت طرفي ثمّ قلت خطيبتي
علّي بتقوى الله أكسب قلبها ** أو يبتليني الله وهي بليّتي
صبرا عليها أو سلوّا محزنا ** إمّا لغيري أو بداري زوجتي
فرضا بأنّك لن تكوني زوجتي ** يوم الزفاف هديّتي هي فرحتي
و سعادتي عندي بأنّك تسعدِ ** إن لم تكوني لي فأنت أخيّتي
هاذي محبّتنا فأحبب مثلنا ** ُترضي الإله ولا تصاب بسكتةٍ
يَرضي الجميعُ وليس عيبا عندنا ** و العيب فيما سوف يأت فأنصتِ
مالي أرى قوما بخبث لاذع ** يدعون للفحشاء بالقلب ميّتِ
قلتم نحبّ الحسنوات وما بنا ** إلاّ المحبّة بالفؤاد المنصتِ
سبحان ربّي آ المحبّة خدعة ** أحببتني وتكون أنت أذيّتي
مدحا جميلا بالكلام أثرتني ** فظننت جهلا أنّ قربك فرحتي
وعدا بوصي في ضيافة دارنا ** قلت الهوى يجري وأنت حبيبتي
سالت دموعي يوم صرت ضحيّة ** مال الندامة هل تعيد عزيزتي؟
هذا كلام أخيّة أبكيتها ** و الله أنت اليوم لست بمُفلتِ
ستعيدها الأيّام ثمّ تردّها ** دعواتها بالليل يا بغل فاسكتِ
لست الرجال وأنت قدرك دونها ** أنت الهوان بكلّ شرّ مُنعتِ
مثل الجبان فررت منها يومها ** أتفرّ من ربّي ألست بميّت