إلياس مشرف
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 01/05/2008 العمر : 37
| موضوع: الداء و الدواء 8 الجمعة 31 أكتوبر 2008 - 16:38 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وقال الامام أحمد حدثنا اسود بن عامر ثنا ابو بكر عن الاعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر سمعت رسول الله يقولاذا ظن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا اذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه عنهم حتي يراجعوا دينهم ورواه أبو داود بإسناد حسن وذكر ابن أبى الدنيا من حديث ابن عمر قال لقد رأيتنا وما أحد أحق بديناره ودرهمه من اخيه المسلم ولقد سمعت رسول الله يقول اذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتركوا الجهاد في سبيل الله وأخذوا اذناب البقرة أنزل الله عليهم من السماء بلاء فلا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم وقال الحسن أن العينة والله ما هي الا عقوبة من الله عز وجل على الناس ونظر بعض أنبياء بني إسرائيل الى ما يصنع بهم بختنصر فقال بما كسبت أيدينا سلطت علينا من لا يعرفك ولا يرحمنا وقال بخت نصر لدانيال ما الذي سلطني على قومك قال عظم خطيئتك وظلم قومي أنفسهم وذكر ابن أبي الدنيا من حديث عمار بن ياسر وحذيفة عن النبي إن الله عز وجل إذا أياد بالعباد نقمة أمات الاطفال وأعقم أرحام النساء فتنزل النقمة وليس فيهم مرحوم وذكر عن مالك بن دينار قال قرأت في الحكمة يقول الله عز وجل أنا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدى فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة فلا يشغلوا انفسكم بسب الملوك ولكن توبوا إلي أعطنهم عليكم وفي مراسيل الحسن إذا أراد الله بقوم خيرا جعل أمرهم الى حلمائهم وفيئهم عند سمحائهم واذا أراد بقوم شرا جعل أمرهم الى سفائهم وفيئهم عند بخلائهم وذكر الامام أحمد وغيره عن قتادة قال يونس يا رب أنت في السماء ونحن في الارض فما علامة غضبك من رضاك قال إذا استعملت عليكم خياركم فهو من علامة رضائي عليكم وإذا استعملت عليكم شراركم فهو من علامة سخطي عليكم وذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال أوحى الله الى بعض الانبياء إذا عصاني من يعرفنى سلطت عليه من لا يعرفني وذكر أيضا من حديث ابن عمر يرفعه والذى نفسي بيده لا تقوم الساعة حتي يبعث الله أمراء كذبه ووزراء فجرة وأعوانا خونة وعرفاء ظلمة وقراء فسقة سيماهم سيما الرهبان وقلوبهم أنتن من الجيف أهواؤهم مختلفة فيتيح الله لهم فتنة غبراء مظلمة فيتهاوكون فيها والذى نفس محمد بيده لينقضن الاسلام عروة عروة حتي لا يقال الله الله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم أشراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليبعثن الله عليكم من لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم وفي معجم الطبراني وغيره من حديث سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله ما طفف قوم كيلا ولا بخسوا ميزانا الا منعهم الله عز وجل القطر وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون ولا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضا إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف وما ترك قوم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الالم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم ورواه ابن أبي الدنيا من حديث ابراهيم بن الاشعث عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن سعيد به وفى المسند وغيره من حديث عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله وقد حفزه النفس فعرفت في وجهه أن قد حفزه شىء فما تكلم حتى توضأ وخرج فلصقت بالحجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس اتقوا ربكم إن الله عز وجل يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتستنصروني فلا أنصركم وتسألوني فلا أعطيكم وقال العمرى الزاهد أن من غفلتك عن نفسك وإعراضك عن الله أن تري ما يسخط الله فتتجاوزه ولا تأمر فيه ولا تنهى عنه خوفا ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وقال من ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة من المخلوقين نزعت منه الطاعة ولو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحفه وذكر الامام أحمد في مسنده من حديث قيس بن أبي حازم قال قال أبو بكر الصديق يايها الناس أنكم تتلون هذه الآية وأنكم تضعونها على غير مواضعها يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وإني سمعت رسول الله يقول ان الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه وفي لفظ إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده وذكر الاوزاعى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله إذا أخفيت الخطيئة فلا تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت فلم تضر غير العامة وذكر الامام احمد عن عمر بن الخطاب يوشك القري أن تخرب وهي عامرة قيل وكيف تخرب وهي عامرة قال إذا علا فجارها على أبرارها وساد القبيلة منافقها وذكر الاوزاعي عن حسان بن أبي عطية أن النبي قال ستظهر شرار أمتى على خيارها حتي يستخفى المؤمن فيهم كما يستخفى المنافق فينا اليوم وذكر ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس يرفعه قال ياتي زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح فى الماء قيل بما ذاك يا رسول الله قال بما يري من المنكر لا يستطيع تغييره وذكر الامام أحمد من حديث جرير أن النبي قال ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصى هم أعز وأكثر ممن يعمله فلم يغيروه الا عمهم الله بعقاب وفي صحيح البخاري عن أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى فى النار فتندلق اقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع عليه أهل النار فيقولون اي فلان ما شأنك ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آنيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه وذكر الامام أحمد عن مالك بن دينار قال كان حبر من أحبار بني اسرائيل يغشي منزله الرجال والنساء فيعظهم ويذكرهم بأيام الله فرأى بعض بنيه يوما يغمز النساء فقال مهلا يا بني فسقط من سريره فانقطع نخاعه وأسقطت امرأته وقتل بنوه فاوحي الله الى نبيهم أن أخبر فلانا الحبران لا أخرج من صلبك صديقا أبدا ما كان غضبك لى إلا أن قلت مهلا يا بني مهلا يا بني وذكر الامام أحمد من حديث عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال إياكم ومحقرات الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وان رسول الله ضرب لهن مثل كمثل القوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجى بالعود حتي جمعوا سوادا وأججوا نارا وانضجوا ما قذفوا فيها وفي صحيح عن أنس بن مالك قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر وإنا كنا لنعدها على زمن رسول الله من الموبقات وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله قال عذبت إمرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار لاهي أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الارض وفي الحلية لأبي نعيم عن حذيفة انه قيل له في يوم واحد تركت بنوا إسرائيل دينهم قال لا ولكنهم كانوا إذا أمروا بشيء تركوه وإذا نهوا عن شيء فعلوه حتي انسخلوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه ومن ههنا قال بعض السلف المعاصي بريد الكفر كما ان القبلة بريد الجماع والغناء بريد الزنا والنظر بريد العشق والمرض بريد الموت وفي الحلية أيضا عن ابن عباس أنه قال يا صاحب الذنب لا تأمن فتنة الذنب وسوء عاقبة الذنب ولما تتبع الذنب أعظم من الذنب إذا علمت فله حبا بك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب وضحكك وأنت لم تدر ما لله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ويحك هل تدري ما كان ذنب ايوب عليه السلام فابتلاه بالبلاء في جسده وذهاب ماله استغاث به مسكين على ظالم يدرءه عنه فلم يغثه ولم ينه الظالم عن ظلمه فابتلاه الله وقال الامام أحمد حدثنا الوليد قال سمعت الاوزاعي يقول سمعت هلال بن سعد يقول لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن أنظر إلى من عصيت وقال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله وقيل أوحي الله تعالى الى موسي يا موسى إن أول من مات من خلقي إبليس وذلك لانه أول من عصاني وإنما أعد من عصاني من الاموات وفي المسند وجامع الترمذي من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن المؤمن إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال الترمذي هذا حديث صحيح وقال حذيفة إذا أذنب ذنبا العبد نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الرمداء وقال الامام أحمد ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني عبد الله بن عبيد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال أما بعد يا معشر قريش فانكم أهل لهذا الامر ما لم تعصوا الله فاذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحي هذا القضيب لقضيب في يده ثم لحى قضيبه فاذا هو أبيض يصلد وذكر الامام أحمد عن وهب قال أن الرب عز وجل قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل انى إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتى نهاية وإذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتى تبلغ السابع من الولد وذكر أيضا عن وكيع ثنا زكريا عن عامر قال كتبت عائشة الى معاوية أما بعد فان العبد إذا عمل بمعصية الله عاد حامده من الناس ذاما ذكر أبو نعيم عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال ليحذر إمرأ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال أتدري مم هذا قلت لا قال إن العبد يخلو بمعاصي الله فيلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لابيه عن محمد بن سيرين انه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال إني لا أعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي إنهم لا يرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأثيره فينسي ويظن العبد إنه لا يغير بعد ذلك وإن الامر كما قال القائل اذا لم يغبر حائط في وقوعه ... فليس له بعد الوقوع غبار وسبحان الله ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق وكم أزالت من نعمة وكم جلبت من نقمة وما أكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء فضلا عن الجهال ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين كما ينقض السهم وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل وقد ذكر الامام أحمد عن أبي الدرداء أعبدوا الله كانكم ترونه وعدوا أنفسكم في الموتى واعلموا أن قليل يكفيكم خير من كثير يلهيكم واعلموا أن البر لا يبلى وان الاثم لا ينسى ونظر بعض العباد الى صبي فتأمل محاسنه فأتى في منامه وقيل له لتجدن غبها بعد أربعين سنة هذا مع أن للذنب نقدا معجل لا يتأخر عنه قال سليمان التميمي أن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته وقال يحيي بن معاذ الرازي عجبت من ذي عقل يقول في دعائه اللهم لا تشمت بي الاعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له قيل وكيف ذلك قال يعصي الله فيشمت به في القيامة قال ذي النون من خان الله في السر هتك ستره في العلانية فصل وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله فمنها حرمان العلم فان العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفيء ذلك النور ولما جلس الامام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية وقال الشافعي شكوت الى وكيع سوء حفظي ... فارشدني الى ترك المعاصي وقال اعلم بان العلم فضل ... وفضل الله لايؤتاه عاصي. | |
|