إلياس مشرف
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 01/05/2008 العمر : 37
| موضوع: الداء والدواء 4 السبت 25 أكتوبر 2008 - 21:09 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم فصل:
وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه وضيعوا أمره ونهيه ونسوا أنه شديد العقاب وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ومن اعتمد على العفو مع الاصرار على الذنب فهو كالمعاند وقال معروف رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق وقال بعض العلماء من قطع عضوا منك في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا وقيل للحسن نراك طويل البكاء فقال أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي وسأل رجل الحسن فقال يا أبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفونا حتى تكاد قلوبنا تنقطع فقال والله لأن تصحب أقواما يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف وقد ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور في النار كما يدور الحمار برحاه فيطوف به أهل النار فيقولون يا فلان ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه وذكر الامام أحمد من حديث أبي رافع قال مر رسول الله بالبقيع فقال أف لك أف لك فظننت أنه يريدني قال لا ولكن هذا قبر فلان بعثته ساعيا الى آل فلان فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار وفي مسنده أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء قالوا خطباء من أمتك من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم أفلا يعقلون وفيه أيضا من حديثه قال قال رسول الله لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وفيه أيضا عنه قال كان رسول الله يكثر أن يقول يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم ان القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء وفيه أيضا عنه أن رسول الله قال لجبريل مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط قال ما ضحك منذ خلقت النار وفي صحيح مسلم عنه قال قال رسول الله يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له يابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مربك نعيم قط فيقول لا والله يارب ويؤتي باشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبح في الجنة صبغة فيقال له يابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يارب ما مربي بؤس قط ولا رأيت شدة قط وفي المسند من حديث البراء بن عاذب قال خرجنا مع رسول الله في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله وجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلثا ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان أهل الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجىء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أخرجي ايتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتي يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلايمرون بها على ملأ من الملائكة ألا قالوا ماهذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان باحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتي ينتهي به الي السماء السابعة فيقول الله عز وجل أكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخري قال فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله عز وجل فيقولان له مادينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو محمد رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة والبسوه من الجنة وأفتحوا له بابا الى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر يسرك بالذي هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة سقط ثم رب أقم الساعة حتي أرجع الي أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل اليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجىء ملك الموت حتي يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبتل فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان بن فلان باقبح أسمائه التى كان يسمى بها في الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله لاتفتح لهم أبواب السماء ولايدخلون الجنة حتي يلج الجمل في سم الخياط فيقول الله عز وجل أكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي منا دمن السماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار والبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتي تختلف فيه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الرجل قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول ومن أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا نقم الساعة وفي لفظ لاحمد ايضا ثم يقبض له أعمي أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلا كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله عز وجل كما كان فيضربه ضربة أخري فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الثقلين قال البراء ثم يفتح له باب الى النار ويمهد له من فرش النار وفي المسند أيضا عنه قال بينما نحن مع رسول الله إذا أبصرا بجماعة فقال على ما اجتمع هؤلاءقيل على قبر يحفرونه ففزع رسول الله فبدر بين يدي أصحابه مسرعا حتي انتهي الي القبر فجثي على ركبتيه فاستقبلته من بين يديه لأنظر مايصنع فبكى حتي بل الثري من دموعه ثم أقبل علينا فقال أي إخواني لمثل هذا اليوم فاعدوا وفي المسند من حديث بريدة قال خرج الينا رسول الله يوما فنادى ثلاث مرات يا أيها الناس أتدرون ما مثلى ومثلكم فقالوا الله ورسوله أعلم فقال إنما مثلى ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يتراءى لهم فابصر العدو فاقبل لينذرهم وخشى أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فاهوي بثوبه أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم ثلاث مرات وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال قال رسول الله كل ماأسكر حرام وإن على الله عزوجل عقدا لمن شرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار وفي المسند أيضا من حديث أبي ذر قال قال رسول الله أري مالاترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع الا وعليه ملك يسبح الله ساجدا لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجاورن الى الله تعالى قال أبو ذر والله لوددت أني شجرة تعضد وفي المسند أيضا من ل الله في جنازة فلما انتهينا الي القبر قعد `حديث حذيفة قال كنا مع رسو على ساقيه فجعل يردد بصره فيه ثم قال يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر نارا والحمائل عروق الأنثيين وفي المسند أيضا من حديث جابر قال خرجنا مع رسول الله الى سعد بن معاذ حين توفى فلما صلى عليه رسول الله ووضع في قبره وسوى عليه سبح رسول الله فسبحنا طويلا ثم كبر فكبرنا فقيل يا رسول الله لما سبحت ثم كبرت فقال لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرج الله عنه وفي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فان كانت صالحة قالت قدموني وان كانت غير صالحة قالت ياويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شىء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق وفي مسند أحمد من حديث أبي أمامة قال قال رسول الله تدنوا الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزاد في حرها كذا وكذا تغلي منها الرؤس كما تغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم منهم من يبلغ الى كعبة ومنهم من يبلغ الى ساقيه ومنهم من يبلغ الى وسطه ومنهم من يلجمه العرق وفيه عن ابن عباس عن النبي قال كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحتى جبهته يسمع متى يؤمر فينفخ فقال أصحابه كيف نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وفي المسند أيضا عن ابن عمر يرفعه من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقى الله وهو عليه غضبان وفي الصححين عنه قال قال رسول الله ان المصورين يعذبون يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما خلقتم وفيه أيضا عنه عن النبي إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتي يبعثك الله عز وجل يوم القيامة وفيهما أيضا عنه عن النبي إذا صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار جيء بالموت حتي يوقف بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادى مناد يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت فيزداد أهل الجنة فرحا الي فرحهم ويزداد أهل النار حزنا الي حزنهم وفي المسند عنه قال من اشتري ثوبا بعشرة دراهم فيها درهم حرام لم يقبل الله له صلوة مادام عليه ثم أدخل أصبعيه في أذنيه ثم قال صمتا إن لم أكن سمعت النبي يقول وفيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلوة سكرا أربع مرات كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يارسول الله قال عصارة أهل جهنم وفيه أيضا عنه مرفوعا من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلوة أربعين صباحا فان تاب تاب الله عليه فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال فان عاد كان حقا على الله أن يسقيه من روغة الخبال يوم القيامة وفي المسند أيضا من حديث أبي موسى قال قال رسول الله من مات مدمنا للخمر سقاه الله من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المؤمنات يؤذي أهل النار ريح فروجهن وفيه أيضا عنه قال قال رسول الله تعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فاما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الايدي فأخذ بيمينه وآخذ بشماله وفي المسند أيضا من حديث بن مسعود أن رسول الله قال إياكم ومحقرات الذنوب فانهن يجتمعن علي الرجل حتي يهلكنه وضرب لهن رسول الله مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وانضجوا ماقذفوا فيها وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله يضرب الجسر على جهنم فأكون أول من يجوز ودعوى الرسول يومئذ اللهم سلم سلم وحافتيه كلاليب مثل شوك السعدان ان يختطف الناس باعمالهم فمنهم الموثق بعمله ومنهم المخدوش ثم ينجوا حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد ان يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوه فيعرفونه بعلامة أثر السجود وحرم الله على النار ان تأكل من ابن آدم أثر السجود فيخرجونهم وقد امتحشوا فيصب عليهم من ماء يقال له ماء الحيوة فينبتون نبات الحبة في حميل المسيل وفي صحيح مسلم عنه قال سمعت رسول الله يقول ان اول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فاني به فعرفه نعمة فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت فيك حتي قتلت قال كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتي ألقى في النار ورجلي تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما علملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قاريء فقد قيل ثم أمر به فسخب على وجهه حتي ألقي في النار ورجل وسع الله عليه رزقه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار وفي لفظ فهؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة وسمعت شيخ الاسلام يقول كما أن خير الناس الانبياء فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين وأدعي أنه منهم وليس منهم فخير الناس بعدهم العلماء والشهداء والصديقون والمخلصون فشر الناس من تشبه بهم يوهم أنه منهم وليس منهم وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي من كانت عنده لأخيه مظلمة في مال أو عرض فليأته فليستحلها منه قبل أن يؤخذ وليس عنده دينار ولا درهم فان كانت له حسنات أخذ من حسناته فاعطيها هذا والا أخذ من سيئات هذا فطرحت عليه ثم طرح في النار وفي الصحيح من حديث أبي هريرة عنه من أخذ شبرا من الارض بغير حقه خسف به يوم القيامة الى سبع أرضين وفي الصحيحين عنه قال قال رسول الله ناركم هذه التي توقد بنوا آدم جزء واحد من سبعين جزأ من نار جهنم قالوا والله ان كانت الكافية قال فانها قد فضلت عليها بتسعة وستين جزأ كلهن مثل حرها وفي المسند عن معاذ قال أوصاني رسول الله فقال لاتشرك بالله شيئا وان قتلت أو حرقت ولاتعقن والديك وان أمراك ان تخرج من مالك وأهلك ولاتتركن صلوة مكتوبة متعمدا فان من ترك صلوة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ولاتشرب خمرا فانه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فان المعصية تحل سخط الله والاحاديث في هذا الباب أضعاف أضعاف ماذكرنا فلا ينبغي لمن نصح نفسه أن يتعامى عنها ويرسل نفسه في المعاصي ويتعلق بحسن الرجاء وحسن الظن قال أبو الوفاء بن عقيل أحذر ولا تغتر فانه قطع اليد في ثلاثة دراهم وجلد الحد في مثل رأس الابرة من الخمر وقد دخلت المرأة النار في هرة واشتعل الشملة نارا على من غلها وقد قتل شهيدا وقال الامام أحمد ثنا معاوية ثنا الاعمش عن سليمان بن مسيرة عن طارق بن شهاب يرفعه قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتي يقرب له شيئا فقال لأحدهما قرب فقال ليس عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلو سبيله فدخل النار وقالوا للآخر قرب فقال ما كنت أقرب شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة وهذه الكلمة الواحدة يتكلم بها العبد يهوى بها فى النار أبعد مابين المشرق والمغرب وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا وأنه يغتربه ويظن أن ذلك من محبة الله له وأنه يعطيه في الآخرة أفضل من ذلك فهذا من الغرور قال الامام أحمد ثنا يحي بن غيلان ثنا رشد بن سعد عن حرملة بن عمران النحبيبي ! عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النبي قال إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج ثم تلى قوله عزوجل فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون وقال بعض السلف إذا رأيت الله عز وجل يتابع عليك نعمة وأنت مقيم علي معاصيه فاحذره فانما هو استدراج منه يستدرجك به وقد قال تعالى ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤن وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين وقد رد سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله فاما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقد عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا أي ليس كل من أنعمته ووسعت عليه رزقه أكون قد أكرمته وليس كل من ابتليته وضيقت عليه رزقه أكون قد اهنته بل أبتلى هذا بالنعم وأكرم هذا بالابتلاء وفي جامع الترمذي عنه إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الايمان إلا من يحب وقال بعض السلف رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم. | |
|