السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنقل لكم إخواني الكرام ، كلام الإئمة العلماء فيما تتضمنه البركة في السحور .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تسحروا فإن في السحور بركة )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله - في الفتح :
قوله ( تسحروا فإن في السحور بركة ) )
هو بفتح السين وبضمها , لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر , أو البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح لأنه ما يتسحر به , وقيل البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر , والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة , وهي اتباع السنة , ومخالفة أهل الكتاب , والتقوي به على العبادة , والزيادة في النشاط , ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع , والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل , والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة , وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام . قال ابن دقيق العيد : هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته , ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم . قال : ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم , وهذا أحد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية . )
وقال الإمام النووي رحمه الله :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة )
روي بفتح السين من ( السحور ) وضمها وسبق قريبا بيانهما . فيه : الحث على السحور , وأجمع العلماء على استحبابه , وأنه ليس بواجب , وأما البركة التي فيه فظاهرة ; لأنه يقوي على الصيام , وينشط له , وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام ; لخفة المشقة فيه على المتسحر , فهذا هو الصواب المعتمد في معناه , وقيل : لأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف , وقت تنزل الرحمة , وقبول الدعاء والاستغفار , وربما توضأ صاحبه وصلى , أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة , أو التأهب لها حتى يطلع الفجر )
وقال الإمام ابن العربي في – عارضة الأحوذي - :
( والبركة هي الإنماء والزيادة وهي من خمسة أوجه : قبول الرخصة ، وإقامة السنة ، ومخالفة أهل الكتاب ، التقوي على الطاعات ، فراغ البال من تعلقه بالحاجة إلى الطعام ، فربما لم يف بالمقاساة له والصبر عليه )