Ridona مشرف
المساهمات : 223 تاريخ التسجيل : 25/07/2008 العمر : 39 الموقع : www.ha22.com
| موضوع: "في غياب الشمس حاول أن تنضج في الجليد" الثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 1:21 | |
| علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي على المآسي سدولا
والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا
أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا
أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته أو نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه لا ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب والوداد بديلا
*****
ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا
والرضا آية البراءة والإيمان بالله ناصرا و وكيلا
علمتني الحياة أن لها طعمين علقما وسائغا معسول
فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير و التبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقماً وإن سلسبيلا
نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعا وأفولا
نحن كالريح ثورة وسكونا نحن كالمزن ممسكاً وهطولا
نحن كالظن صادقا وكذوبا نحن كالحظ منصفا و خذولا
*****
علمتني الحياة أن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا
ثم قالت : والخير في الكون باق ٍ بل أرى الخير فيه أصلاً أصيلا
إن تر الشرَ مستفيضا ً فهون لايحب الله اليؤوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا
وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا
وحقوق الإنسان لوحة رسام أجاد التزوير والتضليلا
صور ٌ ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا
*****
قال صحبي: نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا
قلت أما جروح نفسي فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتني خلقاً شائها ً وقدرا ضئيلا
لست أرضى تحاسدا ً أو شقاقا ً لست أرضى تخاذلا أو خمولا ً
أنا أبغي لها الكرامة والمجد وسيفا على العدا مسلولا
علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا ًهزيلا ً
علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا
***** | |
|