ومن رأى أنه في السماء فإنه يأمر وينهي وقيل إن السماء الدنيا وزارة لانها موضع القمر والقمر وزير والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة رياسة وكفاية لأن السماء الثانية لعطارد.من رأى أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وسرورا وجواري وحليا وحللا وفرشا ويستغني ويتنعم لان سيرة السماء الثالثة للزهرة.من رأى أنه في السماء الرابعة نال ملكا وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لان سيرة السماء الرابعة للشمس فإن رأى أنه في الخامسة فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالا أو حربا أو صنعة مما يناسب إلى المريخ لان سيرة السماء الخامسة للمريخ فإن رأى أنه في السماء السادسة فإنه ينال خيرا من البيع والشراء لان سيرة السماء السادسة للمشتري فإن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقارا وأرضا ووكالة وفرحة وزراعة ودهنقة في جيش طويل لأن سيرة السماء السابعة لزحل فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلا فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه فإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك.(الهواء) ربما دل على اسمه فمن رأى نفسه فيه قائما أو جالسا أو ساعيا فيكون على هوى من دينه او في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدل عليه عمله في الهواء أو حاله في اليقظة وآماله فإن كان في بدعة فهو بدعته وان كان مع سلطان كافر فسد دينه وإلا خيف على روحه منه فإن كان في سفينة البحر خيف عليه العطب وان كان في سفر ناله فيه خوف وان كان مريضا اشرف على الهلاك وان سقط من مكانه عطب في حاله وهوى في أعماله فإن مات في سقطته كان ذلك أدل على غاية بلوغ غاية مايدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك وأما أن يبنى في الهواء بنيانا أو يضرب فيه فسطاطا أو يركب فيه دابة وعجلة فإن كان مريضا مات أو عنده مريض مات وذلك نعشه وقبره وأما الطيران في الهواء فيدل على السفر في البحر أو في البر فإن كان ذلك بجناح فهو أقوى لصاحبه واسلم له وأظهر فقد يكون جناحه مالا ينهض به وسلطانا يسافر في كنفه وتحت جناحه وكذلك السباحة في الهواء وقد يدل أيضا إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبه أو سفر في غير أوان السفر في بر أو بحر.ومن رأى أنه طار عرضا في السماء سافر سفرا بعيد ونال شرفا. فمن رأى الصبح قد أصبح فإن كان مريضا انصرم مرضه بموت أو عافية فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس أو ركب إلى سفر أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته وحسن ما يقدم عليه من الخير وضياء القبر .ومن رأى كأن الدهر كله ليل لا نهار فيه عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت وأن رأى ان الدهر كله ليل والقمر والكواكب تدور حول السماء عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتب والظلمة ظلم وإذا كان معه الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك وقال بعضهم طلوع الفجر يدل على سرور وأمن وفرج من الهموم وأول النهار يدل على الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا ونصف النهار يدل على وسط الأمر وآخر النهار يدل على آخر الأمر.ومن رأى أنه ضاع شئ له فوجده عند انفجار الصبح فإنه يثبت على غريمه ما يكره بشهادة الشهود لقوله تعالى (ان قرآن الفجر كان مشهودا).ومن رأى أن الدهر كله نهار لا ليل فيه والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء دل ذلك على ان السلطان يفعل برأيه ولا يستشير وزيرا فيما يريد من الأمور والنور هو الهدى من الضلال وتأويله بضد الظلام .وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو ولده أو زوجها إن كانت امراة وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته أو أمة أو زوجة الرائي أو أمه أو ابنته أو جمالها والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال.ومن رأى أنه تحول شمسا أصاب ملكا عظيما على قدر شعاعها ومن أصاب شمسا معلقة بسلسلة ولى ولاية وعدل فيها وان قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان.ومن رأى أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب فإن كان أهلا للملك نال ملكا عظيما وإلا رزق علما يذكر به في جميع البلاد.ومن رأى أنه ملك الشمس وتمكن منها فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه فإن كان واليا نال قوة في ولايته وان كان أميرا نال خيرا من الملك الأعظم وإن كان من الرعية رزق رزقا حلالا وان كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها.ومن رأى الشمس طلعت في بيته فإن كان تاجرا ربح في تجارته وان كان طالبا للمرأة أصاب امرأة جميلة وان رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها وضوء الشمس هيبة الملك وعدله ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان .ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده فإنه ينال أمرا جسيما ودنيا شاملة وان طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقا حلالا من قبل الزراعة فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لايعلمون أصابه برص وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه .ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس فإنه يموت فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جيبها وهو طوقها ثم خرجت من ذيلها فإنها تتزوج ملكا ويقيم معها ليلة فإن طلعت على فرجها فإنها تزني فإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها فإنه يموت فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب فإنه يكون أسيرا مع الملك فإن رأى أن الشمس تحولت رجلا كهلا فإن السلطان يتواضع لله تعالى ويعدل وينال قوة وتحسن أحوال المسلمين فإن تحولت شابا فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان فإن رأى نارا خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها فإن الملك يهلك أقواما من حاشيته فإن رأى الشمس أحمرت فإنه فساد في مملكته فإن رآها اصفرت مرض الملك فإن اسودت يغلب وتنم عليه آفة فإن رأى أنها غابت فإنه مطلبه.ومن رأى أنه ابتلع الشمس فإنه يعيش عيشا مهموما فإن رأى ذلك ملك مات ومن أصاب من ضوء الشمس آتاه الله كنزا أو مالا عظيما.-ومن رأى الشمس نزلت على فراشه فإنه يمرض ويلتهب بدنه فإن رأى كأنه يفعل به خيرا دل على خصب ويسار ويدل في كثير من الناس على صحة من أخذ منه الشمس شيئا أو أعطته شيئا فليس بمحمود ومن دلائل الخيرات أن يرى الانسان الشمس على هيئتها وعادتها وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار ومن وجد حر الشمس فآوى الى الظل فإنه ينجو من حزن ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة فإن الملك يضطر اليه في أمر من الأمور .ومن رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها وكان لها نور وشعاع فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء فإن لم يكن نور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه فإن والديه راضيان عنه فإن لم يكن لهما شعاع فإنهما ساخطان عليه فإن رأى شمسا وقمرا عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة يضطر معها إلى الفرار لقوله تعالى (وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر) وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا وكسوف الشمس حدث بالملك .ومن رأى سحابا غطى الشمس حتى ذهب نورها فإن الملك يمرض فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه فإن الملك يموت وربما كانت الشمس عالما من العلماء فإن انجلى السحاب انجلى الغم عنه (القمر) في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم والنجوم حوله جنوده ومنازله ومساكنه أو زوجاته وجواريه وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من الأدلة لأنه يهدي في الظلمات ويضئ في الحنادس ويدل على الولد والزوج والسيد وعلى الزوج والابنة لجماله ونوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص كلأموال والأعمال والأبدان مع ماسبق من لفظ المرور مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به اليه فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه وان كان في نقصان الشهر ذهب عمره وقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر فربما كان أياما وربما كان جمعا أو شهورا أو أعواما بأدلة تزداد عند ذلك في المنام أوفي اليقظة وإن نزل في أول الشهر أو طلع من غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره وان كان ذلك في آخر الشهر بعد سفره تغرب عن وطنه ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجا بقدر ضوئه ونوره رجلا كان أو امرأة .ومن رأى القمر تاما منيرا في موضعه من السماء فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان ومن نظر الى القمر فرأى مثال وجهه فإنه يموت.ومن رأى كأنه تعلق بالقمر نال من السطان خيرا .ومن رأى القمر صار شمسا فإن الرائي يصيب خيرا وعزا ومالا من قبل أمه أو امرأته.ومن رأى القمر موافقه وهو موافق القمر فإنه يدل على المسافرين والملاح والمنجم لرطوبته وحركته ولأن المنجم يعرف ما يحتاج اليه القمر.(الهلال) يدل أيضا على الملك والأمير والقائد والمقدم والمولود البارز من الرحم المستهل بالصراخ وعلى الخبر الطارئ والفتح القادم من الناحية التي طلع منها وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غيره مكانه أو كانت معه ظلمة أو مطر بالدم أو مياز ييب تسيل من غير مطر وعلى قدوم الغائب وعلى صعود المؤذن فوق المنارة لأن الناس يشخصونه بالأبصار ويشيرون اليه بالأصابع ويجاوبونه بالتكبير والتهليل وعلى الخطيب فوق المنبر وعلى المصلوب الشريف وربما دل على تمام الآجال وآذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه وربما دل على الحج لمن رآه في أشهر الحج أو في أيامه ان كان في الرؤيا ما يؤيده من تلبية أو حلق رأس أو عرى أو نحو ذلك لأن الأهلة مواقيت كما قال الله تعالى (يسألونك عن الأهلة) فمن رأى هلالا طلع من مشرق أو مغرب والناس ينظرون اليه بعد أن لايكون ذلك أول ليلة من الشهر أو آخر ليلة منه فإنه خير أو فتح يأتي للناس بأمر مشهور من تلك الناحية التي طلع منها فإن كان ضياء ونورا وكان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه فإنه أمر صالح فكيف أن كانت أقباس النور تقذف منه وان كان مظلما أو مخلوقا من نحاس أو في صفة حية أو عقرب فلا خير فيه فإن زاد كبره أو مشى في السماء دام ذلك وانتشر وان ذهب وتلاشى واضمحل وغاب عن الأبصار ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أو بطلانها فإن دل على الثائر دل على دماره وهلاكه وتلاشي أمره وان انفرد برؤيته في بيته أو دون الجماعة والجامع أو رآه نزل اليه أو قبض عليه أو وقع في حجره قدم غائبه ان كان ذلك في أقبال ذلك الهلال وإلا بعدت شقته وطالت سفرتهوان كان عنده مريض أو حمل أو مسجون عبرت عنه كالذي قدمناه في القمر وقال بعضهم من رأى هلالا قد رآه موافقا ولد له ولد مبارك او ولي ولاية جليلة وان كان تاجرا ربح في تجارته والاهلة المجتمعة حج لقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة) .ومن رأى الهلال أحمر فإن امرأته تسقط سقطا وان رأى الهلال وقع على الأرض هلك رجل عالم أو ولد له فإن رأى الناس يلتمسون الهلال لا يجدونه ولا يراه أحد سواه فإنه يموت وقال بعضهم من راى الهلال نصر على عدوه وظفر به (وأما النجوم) فإنها تدل على عالم الناس والمذكر منها رجال والمؤنث نساء والعظام منها أشراف الناس والصغار عامة أو صبيان أو عبيد ونجوم الهداية منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم وعلماء وفقهاء لقوله عليه السلام : أصحابي كالنجوم. والتي عبدت من دون الله وأفتتن بها خلق من خلق الله وماذكر في الأخبار إنها مسخت كالشعري العبور والزهرة وسهيل رجال ونساء لا خير في أديانهم ولا أحوالهم فإن كان الرائي سلطانا فالنجوم جنده وطلابه وإن كان عروسا فالنجوم رجاله وإن كان عروسة فالنجوم نساؤها فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجوم كان ذلك اختلافا أو حربا بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين والغالب منهما مغلوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك من الأرض وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبع كل واحد منهما وإن لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصيته أو في بيته وكان له زوجتان أو شريكا كان الأختلاف بينهما باللسان وباليد .ومن رأى النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع فإنه يصيب فرحا وسرورا ويجتمع عنده أشراف الناس على السرور وإن لم يكن لها نور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم فإنه على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق فإن رأى أنه يسرق نجما من السماء فإنه يسرق من ملك شيئا له خطر ويستفقد رجلا شريفا .-ومن رأى أنه أخذ كوكبا رزق ولدا شريفا كبيرا فإن رأى أنه مديده إلى السماء فإخذ النجوم نال سلطانا وشرفا. من رأى أن الكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنيا وإن كان فقيرا مات فإن رأى بيده كواكب صغارا فإنه ينال ذكرا وسلطانا بين الناس.(الثريا) هو رجل حازم الرأي يرى الأمور في المستقبل إذا طلع غدوة فهو أول الصيف وإذا كان سمت رءوس الناس بالغداة فانه وسط الصيف وإذا طلع عشاء فانه أول الشتاء وإذا دل على فساد الدين فهو رجل كاهن وإذا دل على التجارة فانه يصير فإن رأى الثريا سقطت فهو موت الانعام وذهاب الثمار والثريا مشتقة من الثرى وقيل انها تدل على الموت لاسمها .ومن رأى كأن الفلك يدور به أو يتحرك فإنه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله .(الريح) تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدامه وأعوانه وقد كان خادما لسليمان عليه السلام وربما دلت على العذاب والحوائج والآفات لحدوثها عند هياجها وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها وربما دلت الريح على الاسقام والعلل الهائجة في الناس كالزكام والصداع فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدار وتطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام فإنه بلاء عام في الناس أما طاعون أو سيل أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك فإن كانت الريح العامة ساكنة وكانت من رياح اللقاح فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم وريح السموم أمراض حارة والريح مع الصفرة مرض والريح مع الرعد سلطان جائر مع قوة ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا أو سافر سفرا لايعود منه .(المطر) يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الانام والانعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف أن كان ماؤه لبنا أو عسلا أو سمنا ويدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى لأنه سبب ذلك كله وعنده يظهر فكيف ان كان قمحا أو شعيرا أو زيتا أو تمرا أو زبيبا أو ترابا لا غبار فيه ونحو ذلك مما يدل على الأموال والارزاق وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح سيما ان كان فيه نار أو كان ماؤه حارا لان الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر . (السحاب) يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقرا في الهواء ولما يعصر منها من الماء وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذين خلقوا من الماء وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان لما قيل إنها تدل على السحاب لقول الله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).فمن رأى سحابا في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافرا أو نال علما وحكما ان كان مؤمنا أو حملت زوجته ان كان في ذلك راغبا أو قدمت إبله أو سفينته ان كان له شئ من ذلك فإن رأى نفسه راكبا فوق السحاب أو رآها جارية تزوج امراة صالحة ان كان عزبا أو سافر أو حج ان كان يؤمل ذلك .(الرعد) ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وارعاده ومنه يقال هو يرعد ويبرق وربما دل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت اليه وتدل الرعود أيضا على طبول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت فمن رأى رعدا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان فإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل ذلك على الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين . (البرق) يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الوعد الحسن والضحك والسرور ولاقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكون عنده من الصواعق والعذاب والحجر من الرحمة والمطر لأنه كما وصف أهل الخبار سوط ملك السحاب الموكل بها والرعد صوته عليها . (الصواعق) تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء كالجراد والبرد والرياح والصواعق والاسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع افسادها واتلافها لما صادفها وقد تدل على صحة عظيمة وإمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها وقد تدل على ما سوى ذلك من الحوادث المشهورة والطوارق المذكورة التي يسعى الناس إلى مكانها وإلى اختبار حالها كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص فمن رأى صاعقة وقعت في داره فإن كان مريضا مات وان كان له غائب قدم نعيه وإن كان بها ريبة وفساد نزلها عامل وتسور عليها صاحب شرطة .(السيل) يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدرا وقد يدل على دخول عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة وإلا كان الناس منه في مخافة فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا . (الثلج والجليد والبرد) كل هذه الأشياء قد تدل على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب أو الأشرار النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به .(وأما الخسف والزلزلة) فمن رأى أرضا تزلزلت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب من أهلها وقيل إنه مرض شديد فإن رأى جبلا من الجبال تزلزل أو ارتجف أو زال ثم استقر قراره فإن سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما اصابهم والزلزلة إذا نزلت فإن الملك يظلم رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض ومن سمع هذه السحاب فإنه يقع في أهل تلك الناحية فتنة وعداوة وخسران وقال بعضهم الخسوف والزلزال دليل ردئ لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم وإذا رأى الانسان كأن الأرض متحركة فإنها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه .