إلياس مشرف
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 01/05/2008 العمر : 37
| موضوع: هل الحب حرام؟ الإثنين 4 أغسطس 2008 - 0:20 | |
| رقم الإستشارة : 277574 عنوان الإستشارة : هل الحب حرام أو حلال؟ تاريخ الإستشارة : 2008-01-21 10:55:49 الموضوع : استشارات ومشاكل الشباب السائل : زينب شاهين الســؤال أنا لا توجد لدي ثقة في نفسي، وهذا نابع من كلام أهلي السيئ عني، وهذا يسبب لي مشاكل كثيرة، وهي أني لا أقدر على أخذ قرار بمفردي، ولجئت للنت والشات، وأصاحب من على النت أناساً لا أعرفهم.
أحس بالوحدة حتى مع وجود أهلي جنبي.
فهل الحب حرام أو حلال؟ وأنا أفكر في واحد وأحس ناحيته بالحب فهل ما أعمله صح أم غلط؟ ولو كلمته صح أو غلط؟ الجـــواب بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ زينب شاهين حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الدلالة الواضحة التي تظهر من كلماتك الكريمة هي أنك بالفعل تشعرين بفراغ عاطفي، وهذا الفراغ قد جعلك تتشبثين بأي وسيلة لتملئيه حتى ولو كانت علاقات أنت في قرارة نفسك وفي داخلتها تشعرين بقوة أنها طريق خطأ، وأنها سبيل غير محمود، بل إنك لتشعرين بالحيرة والاضطراب حتى كأننا لننظر إليك بعد أن تجلسي تلك الجلسات على شبكة المعلومات وتتحادثين مع هذا الرجل أو مع ذاك تجلسين بعد ذلك واضعة يدك على خدك آسفة واجمة حزينة سائلة نفسك: هل أنا على صواب أم لا؟ لماذا أشعر بالتيه والضياع من داخلي؟!
فأنت بحمدِ الله فيك الخير وفيك الفضل وفيك عفاف الفتاة المؤمنة التي تأبى على نفسها هذه الأساليب، ولكنك تريدين أيضًا أن تشعري بأنك محبوبة أنك مرغوبة أنك فتاة تجدين من يعطف عليك من يبذل لك الحنان، فهذه مشاعر إنسانية قد جُبل الإنسان على تحصيلها، وهذا يقودك إلى الجواب على سؤالك الكريم: هل الحب حرام أم حلال؟ والجواب: إن الحب الذي بين المرأة والرجل هو فطرة قد رُكزت في نفسيهما، فإنها مجبولة على أن تطلب هذا الرجل الذي يحبها ويبذل الحنان لها والعاطفة الصادقة تجاهها، وهو يشعر بقوة بهذا الشعور نفسه، فكلاهما مفتقر إلى هذا المعنى افتقارًا أصليًّا، بل إنهما يشعران بالضعف تجاه هذا الشعور، ولذلك كان من حكمة الرحمن أنه لا يجعل في العباد فطرة إلا ويجعل لها ما يكملها وما ينميها وما يتممها، فالحب إذن هو فطرة في النفس الإنسانية، ولكن أين محله السليم؟! أين موضعه الصواب؟!
إنه موضع واحد ( إنه الزواج ) حيث تنطلق هذه المشاعر انطلاقتها الرحيبة الفسيحة على أتم أحوالها وأكملها، فحينئذ لا يكون الحب هو مجرد شهواتٍ عابرة أو نزوات مارة ولكن يكون مودة عميقة مركوزة في القلب ورحمة ندية وسكينة تغمر الزوجين، وطمأنينة تغشاهما، ولذلك قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
فهذا هو الحب السليم يا أختي، وهذا هو موضعه الحق، وأما ما سوى ذلك من العلاقات التي تقع بين الرجال والنساء سواء كانت بالمحادثات أو بالمكالمات أو بالمكاتبات فكل ذلك مما حرمه الله عز وجل ومن المقطوع بتحريمه في هذا الدين؛ لأن كل ذلك يجر إلى الفساد العريض وهو الطريق إلى ارتكاب المحرمات المغلظة، فكم تجني هذه العلاقات على أصحابها، وكم تضيع من الأعراض وتهتك من الشرف والفضيلة، حتى ولو ظنَّ بعض الرجال والنساء أنهم يقيمون علاقات بقصد الصداقة أو بقصد الحب لأجل الزواج، فكل ذلك من سبيل الشيطان، فإنها خطوة خطوة؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
هذا مع أن الله جل وعلا حرم ما هو أدنى منها بكثير، فقد حرم مجرد النظر بين الرجال والنساء بغير حاجة شرعية كما قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك) رواه مسلم في صحيحه. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك ) رواه أحمد في المسند. وهذا أمر قد بيَّناه في مواضع عديدة من أجوبتنا فيمكنك مراجعتها.
والمقصود أن هذه العلاقات يا أختي لا يصح أن تكون سبيلاً للفتاة العفيفة الصالحة من أمثالك.
وأما ما تشعرين به من فراغ فلا ريب أن للوضع الأسري وعدم إشباع هذه العواطف دور في هذا المعنى، ولكن هل يسد هذا بطريق الحرام وبالعلاقات التي لا يرضاه الله عز وجل؟!
إن سبيلك هو تقوى الله؛ لأنه هو السبيل الذي سيملأ قلبك سكينة وطمأنينة ورضىً وهدوءًا وقرارًا، بل إن ما تريدين أن تحصليه من تقوية ثقتك بنفسك إنما ينال بهذا السبيل: (إنه طاعة الله)، إنه القرب منه، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال جل وعلا: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}. إنه انشراح الصدر الذي تنالينه بسجودك لله بدعائك وتضرعك إليه: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}. إنه النور الذي يقذف في قلبك بغض بصرك عن الحرام ورعايتك طاعة الله عز وجل، فكوني أنت الفتاة التي تترك كل هذه الأمور طاعة لله لتكوني آخذة بقوله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}، بقوله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}. وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه) أخرجه الترمذي في سننه.
واستبدلي هذه العلاقات يا أختي بعلاقتك الحسنة مع الله بالحفاظ على صلاتك، بالحفاظ على حجابك الإسلامي، بصحبة الصالحات الفاضلات من أمثالك اللاتي تتعاونين معهنَّ على طاعة الله، واللاتي يقدنك إلى الخير والفضل، وبرجاء فضل الله عز وجل أن تنالي الزوج الصالح، فهذا هو الذي تحصلينه وهذا هو الذي تظفرين به، وأما هذه العلاقات فهي يا أختي تجر إلى الويلات وتجر إلى غضب الله عز وجل، عدا ما يناله ذئاب البشر من الفتيات في كثير من الأحيان إذا تمادين معهنَّ فتتحول الحياة إلى همٍّ وغمٍّ من هذه العلاقات والتي لا تترك الفتاة سليمة النفس وربما جرَّتها إلى حالات من الإحباط والاكتئاب - كما هو واقع ومشاهد – عدا ما تناله من الإثم في هذا.
إذن فلتظفري بطاعة الله ولتعلني توبتك على الله جل وعلا، ولتلجئي إليه لجوء المؤمنة الصادقة، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.
وأما عن إشارتك إلى كيفية تقوية ثقتك في نفسك وشعورك بالضعف في ذلك فقد أفردنا في ذلك أجوبة عديدة فيمكنك مراجعتها، ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق. ------------------------------ انتهت إجابة الدكتور | |
|