bessmala المدير العام
المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 10/03/2008 العمر : 40
| موضوع: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الأربعاء 16 يوليو 2008 - 12:04 | |
| هي سورة التي لم تتجاوز السطرين، سورة حبيبة إلى قلوبنا، لها أثر خاص، وطعم خاص، وذكريات خاصة، كان يحبها عليه الصلاة والسلام ويعيش معها، وهي تعريف بالله سُبحَانَهُ وَتَعَالى الله الناصر، القدير الواحد، المحاسب، الشهيد، يعرف نفسه للبشر، ولم يكن البشر يعرفونه، وما كانت العقول تعرف من هو الله، وما كانت العرب والعجم تتطلع إلى درجة أن تتعلق بالله، حتى علقها به رسـول الهدى عليه الصلاة والسلام.......أسباب نزول سورة (الإخلاص) °/ ففي مسند أحمد ، وعند ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري ، وعند البغوي في (معجمه ): أن المشركين اجتعموا فقالوا: يا محمد! انسب لنا ربك، نريد نسبته، أباه وجده، من أي عشيرة؟ من أي قبيلة؟ فتوقف - عليه الصلاة والسلام -
حياءً من إلهي أن يراني وقد ودعتُ صحبك واصطفاكا
ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاكا
ماذا يقول عليه الصلاة والسلام؟ وكيف يجيب عن هذا السؤال المبهم المدهش المحيِّر؟! سؤال من أناس سفهاء وجهلة وأغبياء وبلداء، فتوقف عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله عز وجل كلاماً عن النسبة والنسب، وكلاماً عن التعريف:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].
من يستطيع أن يَنْظُم مثل هذا الكلام؟! من يستطع أن يرد ويجمع هذه المقالات البدعية الضالة المنحرفة في سطرين، ثم يصبح السطران ثلث القران، في الفضل والأجر والمثوبة.
القرآن ثلاثة أثلاث، ثُلُثُه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]: أجرها تعادل ثلث القرآن، فهي تحمل المعطيات للأمة، والصدارة، والشجاعة، والهوية الروحية لشباب الإسلام، ولأتباع محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
°/ {أن عامر بن الطفيل ملاعب الأسنة، كان من أشجع العرب، كان فاجراً -يقول: يا محمد! اقسم بيني وبينك الأرض، لك نصف الأرض، ولي نصف الأرض، وأسلِّم لك بالرسالة- وهل الدنيا مناصفة؟! وهل أتى صلى الله عليه وسلم لابتزاز الأراضي؟! وهل كان صلى الله عليه وسلم تاجر قصور؟! وهل كان صلى الله عليه وسلم يريد باستين وحدائق؟! إنه يريد مبادئ يركبها على دماء البشر لترتفع (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)- فرفض عليه الصلاة والسلام، فقال عامر بن الطفيل : (يا محمد! إِلامَ تدعو؟) قال: إلى الله عز وجل، قال: صفه لنا، أمِنْ ذَهَبٍ هو؟ أو مِنْ فضة؟ أو مِنْ حديد؟ -أي: تركيبه الجسماني، أمن ذهب؟ أو من فضة؟ أو من حديد؟- فأنزل الله:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4] رواه البغوي والخازن
°/ كان العربي قبل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] يأتي إلى الصنم، ويجد الثعلب يبول على الصنم، فيسجد هو للصنم، وقد ذُكِر: أن أعرابياً أتى إلى صنم ليعبده، فوجد الثعلب يبول على رأسه، قال:
أَرَبٌّ يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالبُ
يقول: أهذا الله الذي يرزقنا؟! أهذا الله الذي يوحد مسيرتنا؟! أهذا الله الذي يوجهنا؟! أهذا الله الذي ينـزل علينا الدستور؟! أهذا الإله تبول عليه الثعالب؟! لو كان إلهاً صِدْقاًَ ما بالت عليه الثعالب.
وأتى أعرابي آخر إلى صنم آخر، فوجد ثعلباً خرج من وراء الصنم، فخافت راحلتُه ونفرت فسقط الأعرابي على وجهه، وقال:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا ففرقنا سعدٌ فما نحن من سعدِ
وسبب البيت: أن هذا الأعرابي طلق زوجته في الجاهلية، فاستفتى أعيان القبيلة: مَن يرد علي زوجتي؟ قالوا: إلهك سعد، في مناة -في أرض ثقيف- قالوا: اذهب إلى سعد بالناقة، وقدم له لبناً، لعَلَّه أن يرد زوجتك، فذهب بالناقة، فلما اقترب واللبن معه على الجمل، خرج الثعلب من وراء الصنم، فنفرت الناقة، فسقط على رأسه، أراد أن يرد الزوجة، ففرت الناقة، قال:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا ففرقنا سعدٌ فما نحن من سعدِ
فأنزل الله عز وجل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]....... لماذا كانت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآنقال بعض العلماء: إن القرآن ثلاثة أنواع:
الأول: أحكام.
الثاني: وعد ووعيد.
الثالث: أسماء وصفات.
فـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) أسماء وصفات، فهي ثلث القرآن.
فثلثٌ: أحكام، وتشريع.
وثلثٌ: وعد ووعيد، وخبر عن الجنة والنار، وعن الآخرة.
وثلثٌ: أسماء وصفات.
فتكفلت (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) بالأسماء والصفات، فهي ثلث القرآن.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه فيما رواه مسلم وغيره، قال: { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل جزَّأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) جزءاً من أجزاء القرآن } قال القرطبي : وهذا نص، وبهذا المعنى سُمِّيَتْ سورة الإخلاص....... | |
|