إلياس مشرف
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 01/05/2008 العمر : 37
| موضوع: من مكائد الشيطان قصة العابد برصيصا مع ابليس الثلاثاء 15 يوليو 2008 - 20:48 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم قال ابن عباس رضى الله عنهما : كان زاهد فى الفتره يقال له ( برصيصا ) يتعبد فى صومعه له سبعين سنه لم يعص الله فيها طرفة عين ، وأن أبليس أعياه فى أمره الحيل ، فجمع ذات يوم مردة الشياطين فقال : ألا أحد منكم يكفينى أمر برصيصا ؟....فقال الأبيض (وهوالشيطان الذى سنعرف قصته بعد ذلك مع العابد ) لأبليس: أنا أكفيك ، فانطلق فتزين بزينة الرهبان وحلق وسط رأسه وأتى صومعة برصيصا فناداه فلم يجبه ، وكان لا ينفتل (أى لا يفرغ من صلاته )عن صلاته الا فى كل عشرة ايام ، ولايفطر الا فى عشرة أيام مره ، فلما رأى الأبيض انه لا يجيبه أقبل على صلاته وعلى العباده فى أصل صومعته ، فلما انتفل برصيصا اطلع من صومعته فرأى الأبيض قائمآ يصلى فى هيئه حسنه من الرهبان ، فلما رأى ذلك من حاله قال له : انك ناديتنى وكنت مشتغلآ عنك فما حاجتك ؟ قال : حاجتى أنى أحببت ان أكون معك وأتأدب بك وأقتبس من عملك ونجتمع على العباده فتدعو لى وادعو لك ، قال برصيصا : أنا فى شغل عنك ، فان كنت مؤمنآ فان الله سيجعل لك فيما أدعو للمؤمنين نصيبآ ، ثم أقبل على صلاته وترك الأبيض ، وأقبل الأبيض يصلى ، فلم يلتفت اليه برصيصا أربعين يومآ بعدها ، فلما انفتل رآه قائمآ يصلى ، فلما رأى شدة اجتهاده قال له : ما حاجتك ؟ قال :حاجتى أن تأذن لى فأرتفع اليك ، قال : فأذن له فارتفع اليه فى صومعته وأقام معه حولآ (أى سنه ) يتعبد لا يفطر الا فى كل أربعين يومآ ولا يتفتل عن صلاته الا فى كل أربعين يومآ مره وربما يزيد الى الثمانين فلما رأى برصيصا شدة اجتهاده تقاصرت اليه نفسه ، وأعجبه شأن الأبيض ، فلما حال الحول قال الأبيض لبرصيصا انى منطلق ، فان لى صاحبآ غيرك ظننت أنك أشد اجتهادآ مما أرى وكأنه بلغنا عنك غير الذى رأيت ، فدخل من ذلك على برصيصا أمر شديد وكره مفارقته لما رأى من شدة اجتهاده ، فلما ودعه قال له الأبيض : ان عندك دعوات أعلمكها تدعو بهن خير لك مما أنت فيه يشفى الله بها السقيم ويعافى بها المبتلى والمجنون ، قال برصيصا : انى أكره هذه المنزله لأن لى فى نفسى شغلآ وانى أخاف ان علم الناس به شغلونى عن العباده ، فلم يزل به الأبيض حتى علمه ، ثم انطلق حتى أتى ابليس ، فقال : والله أهلكت الرجل .! قال: فانطلق الأبيض فتعرض لرجل فخنقه ثم جاء فى صورة رجل متطيب فقال لأهله : ان بصاحبكم جنونآ أفأعالجه ؟ فقالوا : نعم فقال انى لاأقوى على جنيته ولكن سأرشدكم الى من يدعو الله فيشفيه ...انطلقوا الى برصيصا فان عنده الأسم الذى اذا دعى الله به أجاب ، فانطلقوا اليه فسألوه ذلك فدعى بتلك الدعوات فذهب عنه الشيطان ... وكان الأبيض يفعل مثل ذلك بالناس ويرشدهم الى برصيصا فيدعو فيعافون ، فانطلق الأبيض فتعرض لجاريه من بنات ملوك بنى اسرائيل فعذبها وخنقها ، ثم جاء اليهم فى صورة متطيب فقال لهم : أعالجها ؟ قالوا : نعم. قال : ان الذى عرض لها مارد لا يطاق ولكن سأرشدكم الى رجل تثقون فيه وتدعونها عنده اذا جاء شيطانها دعا لها حتى تعلموا أنها قد عوفيت تردونها صحيحه ، قالوا : فكيف لنا أن يجيبنا الى هذا وهو أعظم شأنآ من ذلك ؟ قال : ابتنوا صومعه الى جانب صومعته حتى تشرفوا عليه فان قبلها والا فضعوها عنده فى صومعته ، ثم قولوا له : هى أمانه عندك فاحتسب فيها. قال فانطلقوا اليه فسألوه فأبى عليهم فبنوا صومعه على ما أمرهم الأبيض ووضعوا الجاريه فى صومعته وقالوا : هذه أختنا ثم انصرفوا ، فلما التفت برصيصا من صلاته عاين الجاريه وما بها من الجمال فأسقط فى يده ودخل عليه امر عظيم ، فجاءها الشيطان فخنقها فدعى برصيصا بتلك الدعوات فذهب عنها الشيطان ، ثم أقبل على صلاته ثم جاء الشيطان فخنقها وكانت تكشف عن نفسها ، فجاء الشيطان وقال : واقعها فتتوب بعد فتدرك ماتريد من الأمر ، فلم يزل به حتى واقعها ، فلم يزل على ذلك يأتيها حتى حملت وظهر حملها . فقال له الشيطان : ويحك يا برصيصا قد أفتضحت فهل لك أن تقتلها فتتوب فاذا سألوك فقل : ذهب بها شيطانها فلم أقو عليه ، دخل برصيصا فقتلها ، ثم انطلق بها فدفنها الى جانب الجبل ، فجاء الشيطان وهو يدفنها ليلآ فأخذ بطرف ازارها فبقى طرف ازارها خارجآ من التراب ، ثم رجع برصيصا الى صومعته فأقبل على صلاته اذ جاء أخواها يتعاهدون أختهم وكانوا يسألونه عنها فقالوا : يابرصيصا ما فعلت أختنا ؟ فقال : جاء شيطانها فذهب بها فلم أطقه ، فصدقوه وانصرفوا ، فلما أمسوا وهم مكروبون جاء الشيطان أكبرهم فى منامه فقال : ويحك ان برصيصا فعل بأختك كذا وكذا ودفنها فى موضع كذا وكذا ، فقال الأخ : هذا حلم وهو من الشيطان ، برصيصا خير من ذلك . فقال : فتتابع عليه ثلاث ليال فلم يكترث فانطلق الى الأوسط بمثل ذلك ، فقال مثل ما قال للأول ، فانطلق الى أصغرهم بمثل ذلك ، فقال أصغرهم لأخوته : والله لقد رأيت كذا وكذا ، فقال الأوسط : قد رأيت مثله ، فقال الأكبر : وأنا رأيت مثله . فانطلقوا الى برصيصا فقالوا : ما فعلت بأختنا ؟ فقال أليس قد علمتم ؟ فاستحيوا منه وقالوا : والله لانتهمك ، فانصرفوا فجاءهم الشيطان فقال : ويحكم انها لمدفونه فى موضع كذا وكذا وان طرف ازارها خارج من التراب ، فانطلقوا فرأوا أختهم على ما رأوا فى النوم فمشوا فى مواليهم وغلمانهم معهم الفؤوس والمساحى فهدموا صومعته وأنزلوه ثم كتفوه فانطلقوا به الى الملك فأقر على نفسه ، وذلك ان الشيطان أتاه فقال : تقتلها ثم تنكر ؟ أعترف...فلما اعترف امر الملك بقتله وصلبه على خشبه. فلما صلب أتاه الأبيض فقال : أتعرفنى ؟ قال لا ، قال : أنا صاحبك الذى علمك الدعوات فاستجيب لك ، ويحك أما استحييت فى أمانه خنت أهلها وانك زعمت انك أعبد بنى اسرائيل ، أما استحيت ، فلم يزل يغويه ، ثم قال فى آخر ذلك : ألم يكفك ماصنعت حتى أقررت على نفسك وفضحت أشباهك من الناس فان مت على هذه الحال لم يفلح احد من نظراتك ؟ قال : فكيف أصنع ؟ قال : تعطينى خصله واحده حتى انجيك مما انت فيه ، فآخذ بأعينهم وأخرجك من مكانك ، قال : وماهى ؟ قال : تسجد لى ، قال أفعل ، فسجد له ، ثم قال له الشيطان : هذا الذى أردت منك ، صارت عاقبة أمرك إلى أن كفرت بربك : ( انى برئ منك انى أخاف الله رب العالمين ).......سورة الحشر الأيه (16). | |
|