بسملة القرآن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسملة القرآن

دين ودنيا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرسول الاَكرم...محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ج15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ridona
مشرف
Ridona


المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 25/07/2008
العمر : 38
الموقع : www.ha22.com

الرسول الاَكرم...محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ج15 Empty
مُساهمةموضوع: الرسول الاَكرم...محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ج15   الرسول الاَكرم...محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ج15 Emptyالأربعاء 13 أغسطس 2008 - 17:53

وفد ثقيف

وهي من القبائل العنيدة التي تصلبت في موقفها أمام المسلمين،وخاصة عندما حاصرهم الجيش الاِسلامي، فلم يتنازلوا أو يسلموا، إلاّ أنّ موقفهم تغيّر بعد غزوة تبوك التي أشهرت قوّة المسلمين،وخوفت عدّة جهات، ممّا دفع عروة بن مسعود الثقفي أحد سادتهم إلى أن يقدم إلى المدينة ويعلن إسلامه على يدي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ يرجع إلى قومه داعياً لهم إلى الاِسلام، فرشقوه بالنبال والسهام حتى استشهد.
إلاّ أنّ موقفهم المتصلب تغيّر بعد فترة حينما علموا أنّمصالحهم التجارية وغيرها معرضة للخطر إذا لم يحسنوا علاقاتهم بالمسلمين، فقرروا التوجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإعلان إسلامهم، فأوفدوا عنهم عبد ياليل مع خمسة رجال للتفاوض مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ،وهناك أمر النبيبإكرامهم،وعين «خالد بن سعيد» قائماً بشوَون صيافتهم.
وفي المفاوضات التي جرت بين الطرفين، اشترط عليهم الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» أن يهدموا الاَصنام فرفضوا أوّل الاَمر، ولكنّهم أطاعوه بالتالي على أن يقوم أشخاص غرباء ـ ليسوا من قبيلتهم ـ بهدمها. كما طلبوا إعفاءهم من الصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا خير في دين لا صلاة فيه». ثمّ وقّع الطرفان على شروط المعاهدة التي تمّت بينهما، واختار «صلى الله عليه وآله وسلم» منهم عثمان بن أبي العاص(1) الذي حرص على التفقّه في الدين وتعلّم القرآن، فأمّره عليهم وجعله نائباً دينياً وسياسياً عنه في قبيلة ثقيف، وأن يصلي بالناس جماعة، مراعياً أضعفهم: «يا عثمان تجاوز في الصلاة ـ أي خفف الصلاة وأسرع فيها ـ وأقدر الناس بأضعفهم،فإنّ فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة». ثمّ كلّف (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا سفيان و المغيرة بن شعبة، للتوجه معهم لهدم الاَصنام هناك.(2)

إعلان البراءة من المشركين في منى

في أواخر هذا العام ـ 9هـ ـ نزل جبرائيل (عليه السلام) على النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» مع عدّة آيات من سورة البراءة، يطلب أن يتلوها رجل يختاره الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في موسم الحج. وقد تضمنت الآيات رفع الاَمان عن المشركين، وإلغاء جميع العهود ـ إلاّما التزم بها أصحابها ولم ينقضوها ـ فيبلغ ذلك إلى روَوس المشركين ليوضحوا موقفهم تجاه الدولة الاِسلامية خلال أربعة أشهر، فإذا لم يتركوا ما هم عليه من شرك ووثنية خلال الاَربعة أشهر، نزعت عنهم الحصانة ورفع عنهم الاَمان. أمّا الدوافع التي كانت وراء صدور هذا العهد: البراءة:
1. كان التقليد السائد عند العرب جاهلياً أن يعطي زائر الكعبة ثوبه الذي يدخل به مكة إلى فقير، ويطوف بثوب آخر، وإذا لم يكن له ثوب آخر، فإنّه يستعيره ليطوف به حول البيت، وإن لم يجد طاف عرياناً بادي السوأة، حتى لو كانت إمرأة، فإنّها تطوف عارية بالبيت على مرأى من الناس، وهو الاَمر الذي انطوى على نتائج سيئة.
2. كما أنّه بعد انتشار الاِسلام وإظهار قوّته في خلال عشرين عاماً، رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستخدم القوّة لضرب كلّمظاهر الوثنية، على أنّها نوع من العدوان على الحقوق الاِلهية والاِنسانية، فكان لابدّ من استئصال جذور الفساد باستخدام القوّة العسكرية كآخر وسيلة.
3. ثمّ إنّ الحجّ كان أكبر العبادات والشعائر الاِسلامية، فكان على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقوم بتعليم المسلمين مناسك الحجّ على الوجه الصحيح بعيداً عن تأثير أيّ نوع من الشوائب والزوائد، فكان لابدّ من اشتراك النبي ص بنفسه في تعليمهم هذه العبادة بصورة عملية، ولكن بشرط أن تخلو منطقة الحرم ونواحيها من المشركين العابدين للاَصنام، ليصبح الحرم الاِلهي خالصاً للموحدين والعباد الواقعيين.
4. والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحارب لفرض العقيدة لاَنّالعقائد لا تخضع لاَيّ قهر أو فرض، بل انحصر نضاله في القضاء على مظاهر الاعتقاد بالاَوثان، بواسطة هدم بيوت الاَصنام.
ولكلّ ذلك فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اختار أبا بكر بعد أن علمه تلك الآيات من سورة البراءة، ووجه صوب مكة يرافقه أربعون رجلاً، ليتلوها على مسامع الناس يوم عيد الاَضحى، إلاّأنّ جبرائيل (عليه السلام) أخبره «صلى الله عليه وآله وسلم» : «إنّه لا يوَدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» ممّا جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطلب من الاِمام علي (عليه السلام) القيام بهذه المهمة: «إلحق أبا بكر فخذ براءة من يده و إمض بها إلى مكّة و انبذ بها عهد المشركين إليهم، أي إقرأ على الناس الوافدين إلى منى من شتى أنحاء الجزيرة العربية براءة، بما فيها النقاط الاَربع التالية:
1. لا يدخل المسجد مشرك.
2. لا يطوف بالبيت عريان.
3. لا يحج بعد هذا العام مشرك.
4. من كان له عهد عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو له إلى مدّته، أي يحترم ميثاقه وماله و نفسه إلى يوم انقضاء العهد، ومن لم يكن له عهد ومدّة من المشركين فإلى أربعة أشهر، فإن أخذناه بعد أربعة أشهر قتلناه، ويسري هذا ابتداء من اليوم العاشر من ذي الحجّة. ويعني هذا أنّهذا الفريق من المشركين، عليه أن يحدد موقفه من الدولة الاِسلامية، فإمّا الانضمام إليها وترك مظاهر الشرك، و إمّا القتال.(1)
وقد أدرك الاِمام (عليه السلام) أبا بكر في الجُحفة وأبلغه أوامر النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» فأعطاه الآيات، ورجع أبو بكر إلى المدينةمستفسراً عن سبب موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بما أمره جبرائيل (عليه السلام) .
ولم يمض على قراءتها المدّة المعلومة، حتى اعتنق أكثر المشركين الاِسلام، فتم بذلك استئصال جذور الوثنية في أواسط السنة 10 هـ، ويوَكد هذا الموقف على نيّة النبيبالكشف عملياً عن أهلية الاِمام علي (عليه السلام) وصلاحيته للقيام بأُمور الدولة في المستقبل.

أحداث السنة العاشرة من الهجرة

ورود وفد نجران، و المباهلة

تقع نجران على الحدود بين الحجاز و اليمن، واعتنق أهلها المسيحية، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قدكتب إلى أُسقف نجران أبو حارثة يدعوه إلى الاِسلام أو دفع الجزية، أو الحرب بين الطرفين، فتشاور مع رجاله وشخصيات دينية كان من ضمنهم شرحبيل الذي عرف بالعقل والحكمة والتدبير فقال: قد علمتُما وعد اللّه إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوّة. ثمّ اتّفقوا على إرسال وفد منهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضمّ ستين شخصاً من أهل العلم بقيادة ثلاثة من أساقفتهم:
ـ أبو حارثة بن علقمة: أسقف نجران الاَعظم والممثل الرسمي للكنائس الرومية في الحجاز.
ـ عبد المسيح : رئيس الوفد.
ـ الاَيهم: من الشخصيات المقدّرة عندهم.(1)
وحينما وصلوا المدينة ودخلوا المسجد لمقابلة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في ملابسهم الخاصة من ديباج وحرير وذهب، والصلبان في أعناقهم، انزعج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك فأخبرهم الاِمام علي (عليه السلام) بأن يضعوا حللهم وخواتيمهم ثمّ يعودوا إليه، فدخلوا من ثمّ على النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي احترمهم وتقبّل هداياهم، ثمّ طلبوا الاِذن بالصلاة ـ أي صلاتهم ـ فأذن لهممدلّلاً بذلك على التسامح الديني الذي تميز به الرسول الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) والاِسلام.
ثمّ جرت المفاوضات و المناقشات الدينية بينهم و بين النبي ص وخاصة فيما يرتبط بالسيد المسيح، فأوضح لهم النبي ص ما جاء حوله مفصلاً في القرآن الكريم، و أنّه بشر وليس إلهاً ولكنّهم لم يرضخوا لمنطق النبي ودلائله فدعاهم إلى المباهلة بعدما نزلت عليه الآيات: (فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِماجاءَكَ مِنَالعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللّهِ عَلى الكاذِبين) .(1)
واتّفق الطرفان على إجراء المباهلة في الصحراء خارج المدينة، فاختار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهله أربعة أشخاص فقط هم: الاِمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والاِمامان الحسن و الحسين «عليهما السلام» فلم يكن غيرهم أطهر نفساً وأقوى وأعمق إيماناً. وفي الموعد المحدد سار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الموقع بأسلوب مميز، فقد احتضن الاِمام الحسين (عليه السلام) وأخذ بيد الاِمام الحسن (عليه السلام) وسارت السيدة الزهراء(عليها السلام) خلفه ، والاِمام علي (عليه السلام) خلفها، وهو يقول: إذا دعوتُ فأمِّنُوا
وكان زعماء الوفد النجراني قد قرروا أنّه إذا خرج النبيبأهله فقط، لم يباهلوه فإنّ ذلك يدل على صدقه وثقته بحاله، فلما شاهدوا ذلك بأنفسهم اندهشوا له، فكيف خرج النبيبابنته الوحيدة وأفلاذ كبده المعصومين للمباهلة،فأدركوا أنّهواثق من نفسه ومن دعوته، إذ لو لم يكن كذلك لما خاطر بأحبائه ولما عرضهم للبلاء السماوي، ولهذا قال أُسقف نجران: يا معشر النصارى، إنّي أرى وجوهاً لو شاء اللّه أن يزيل جبلاً من مكانه لاَزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الاَرض نصراني إلى يوم القيامة. فاتّفقوا بذلك على عدم أداء المباهلة، واستعدادهم لدفع الجزية سنوياً للنبي «صلى الله عليه وآله وسلم» في مقابل قيام الدولة الاِسلامية بالدفاع عنهم.
وجاء عن السيدة عائشة: أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج يوم المباهلة وعليه مرط ـ كساء ـ مرجّل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ علي، ثمّ قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَعَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيْتِ وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيراً).(1)
ويوَكد الزمخشري، أنّ ذلك دليل قويّ على فضل أصحاب الكساء، وبرهان على صحّة نبوّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وأمّا عن وقت حدوث المباهلة، فقد جاء أنّه لا خلاف بين الموَرخين بأنّ كتاب الصلح كتب عام 10هـ وفي يوم 25 من شهر ذي الحجّة.ويذكر السيد ابن طاووس أنّه كان يوم 24 وهو الاَصح، بينما رأى فريق آخر أنّه كان في يوم 21 أو 27 من الشهر نفسه.(2)
وقد جاء عن السيد ابن طاووس قصة المباهلة في كتاب الاِقبال بصورة مفصّلة لم ترد في أيّ كتاب آخر، مشيراً بأنّ محتوياته اقتبست من كتابين:
1. كتاب المباهلة لاَبي الفضل محمّد بن عبد المطلب الشيباني.(3)
2. كتاب عمل ذي الحجّة تصنيف الحسن بن إسماعيل بن إشناس.(4)
أما رأينا حول توقيت المباهلة، فإنّ الدراسة العلمية تثبت أنّ الواقعة لم تحدث في شهر ذي الحجّة عام 10هـ، أنّ الرسول ص كان قد توجه إلى مكّة لتعليم مناسك الحجّ في هذه السنة، وفي اليوم 18 من هذا الشهر ـ و هو يوم الغدير، نصب علياً (عليه السلام) في غدير خم(1) خليفة على المسلمين من بعده، ولم تكن حادثة الغدير بالاَمر الهيّن حتى يتابع النبي ص سفره فوراً إلى المدينة، إذ أنّه نصب خيمة جلس فيها الاِمام علي (عليه السلام) ليدخل عليه المهنّئون،واستمر ذلك حتى ليلة 19 من ذي الحجّة، حيث بدأت أُمّهات الموَمنين في التهنئة عند نهاية المراسيم، فلا يمكن لذلك أن يغادر الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» غدير خم في يوم 19، نظراً لوجود الكثير من الحجّاج الذين كانوا يودعون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه البقعة.
والشواهد التاريخية توَكد أنّ النظرية المذكورة في توقيت المباهلة لا تحظى بالاعتبار الكافي، فلابدّ لمعرفة زمن الحادثة التي هي من مسلمات القرآن والتفسير والحديث، تحرّي المزيد من التحقيق والدراسة والتقصّي. وأمّا سبب اختيار العلماء للوقت والزمن، فذلك لاَنّ الشيخ الطوسي اختاره استناداً إلى روايات نَقَلها في كتابه، مع وجود رجال غير ثقات ضمن سنده.
وتعتبر قصة مباهلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع وفد نجران من أحداث التاريخ الاِسلامي الجميلة و المثيرة، وإن قصّر بعض المفسرين والموَرخين في رواية تفاصيلها وتحليلها، إلاّ أنّ عدداً من العلماء كالزمخشري في الكشاف، والاِمام الفخر الرازي في تفسيره، وابن الاَثير في الكامل، تناولوها بدقائقها.(2)
كما أنّها وما نزل فيها من القرآن الكريم تعتبر أكبر فضيلة تدعم موقف الشيعة، في الكشف عن مقام ومكانة من باهل بهم رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» والذين يتخذهم الشيعة أئمّة وقادة لهم، فالآية الكريمة اعتبرت الاِمام الحسن والحسين «عليهما السلام» أبناء للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي المرأة الوحيدة التي ترتبط بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعبّر عن علي (عليه السلام) بأنفسنا، فكان بحكم هذه الآية بمنزلة نفس رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أي من حيث الصفات النفسية والموَهلات الروحية.

وفود القبائل في المدينة

بعد إعلان البراءة من المشركين والوثنيين في موسم حج 9هـ ارتبكت القبائل فعمدت إلى إيفاد مندوبين عنها إلى عاصمة الاِسلام للحوار والتعرف على الدين الجديد والخضوع للدولة الاِسلامية. وهو ما يكشف عن أنّه في عام 10هـ فَقَد هوَلاء كلَ حصن يمنعهم عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذ لم تنته الفترةُ المقررة لاِعلان موقفهم ـ سواء بالرفض أو القبول ـ بعد أربعة أشهر، إلاّوقد دخَلَت كلّمناطق الحجاز تحت راية التوحيد، بالاِضافة إلى سكان اليمن والبحرين واليمامة.
وقد بعث (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن: معاذ بن جبل لينشر دين التوحيد ويشرح لهم التعاليم فأوصاه قائلاً: «يسّر ولا تعسّر، وبشّر ولا تنفّر» إلاّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى أن يرسل الاِمام عليّاً (عليه السلام) إلى تلك الجهات ليزيل المشكلات التي تعرقل تقدّم الاِسلام في تلك الديار. ولكن الاِمام (عليه السلام) تواضَعَ في ذلك وقال: يا رسول اللّه تبعثُني وأنا شابٌّ أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء ـ أي ما فعلته قبل هذا ـ فضربَ الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» بيده على صدره و قال: «اللّهم اهد قلبه و ثبّت لسانه» ثمّ أوصاه بوصايا أربع هامة قائلاً: «يا علي أُوصيك : بالدعاء فإنّ معه الاِجابة، وبالشكر فإنّ معه المزيد، وإيّاك أن تخفر عهداً أو تعين عليه، وأنهاك عن المكر فإنّه لا يحيق المكر السيّءُ إلاّبأهله، وأنهاك عن البغي، فإنّه من بُغي عليه لينصرنّه اللّه».
وفي اليمن دخلت قبيلة همدان كلّها في الاِسلام في يومٍ واحد، حينما قرأ عليهم كتاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكتب الاِمام (عليه السلام) بذلك إلى النبيفاستبشر وابتهجَوخَرَّ ساجداً شكراً للّه وقال: «السلام على أهل هَمْدان». وعلى أثر إسلام همدان تتابع أهل اليمن على الاِسلام.(1)
وقد حاولت جماعةٌ من القبائل اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد اتّفق ثلاثة من أفراد قبيلة بني عامر المعروفة بالشر و الطغيان أن يدخلوا المدينة على رأس وفد بني عامر متظاهرين بالتفاوض مع الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» واغتياله غدراً. والثلاثة هم: عامر، أربد، و جبار. وشملت خطتهم أن يتحدث عامر إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الوقت الذي يعد فيه أربد لضربه بالسيف، إلاّ أنّ الوضع لم يجرِ كما خُطِّطَ له، فقد هاب أربد النبيوانصرف عن نيّته، فغضب عامر و هدّد بمحاربة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» وغادر المجلس بعد أن دعا عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى صاحبه، فاستجاب اللّه دعاءه سريعاً حيث مات في الطريق بمرض الطاعون، واحترق أربد بصاعقة وهو في الصحراء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرسول الاَكرم...محمد بن عبد اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ج15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسملة القرآن  :: إسلامنا :: أعظم إنسان :: سيرة خير الأنام-
انتقل الى: